مع اقتراب موعد انطلاق كأس العالم 2026 الذي يُقام للمرة الأولى في ثلاث دولٍ معًا هي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك بدأت ملامح الحدث الكروي الأضخم تتشكل تدريجيًا مع اتضاح هوية المنتخبات المتأهلة من مختلف القارات النسخة المقبلة ليست عادية أبدًا فهي المرة الأولى التي يشهد فيها المونديال مشاركة 48 منتخبًا بدلًا من 32 ما يجعلها أكبر وأطول وأشمل من أي بطولة سابقة الجماهير حول العالم بدأت تتساءل من هي المنتخبات التي حجزت تذاكرها رسميًا إلى المونديال ومن هي المنتخبات التي لا تزال تصارع في التصفيات في هذا المقال سنأخذك في جولة شاملة لتتعرف على المنتخبات المتأهلة حتى الآن مع نظرة تحليلية لكل قارة واستعراض للتغيرات التاريخية التي قد تشهدها نسخة 2026 من كأس العالم
آسيا: صراع ناري على بطاقات التأهل
القارة الآسيوية دائمًا ما تقدم مشاهد مليئة بالندية والمفاجآت فمع ارتفاع عدد المقاعد إلى 8 مقاعد مباشرة بالإضافة إلى مقعد في الملحق العالمي ازدادت حدة المنافسة المنتخبات الكبرى مثل اليابان كوريا الجنوبية إيران والسعودية تبدو الأقرب لحجز مقاعدها كعادتها بفضل خبرتها الكبيرة واستقرارها الفني
اليابان تواصل إثبات نفسها كقوة آسيوية أولى بأداء منظم واحترافية عالية وتعتمد على جيل ذهبي يلعب أغلبه في أوروبا
كوريا الجنوبية بفضل نجمها سون هيونغ مين تحافظ على ثباتها وتبدو شبه ضامنة للعبور
إيران ما زالت تقدم كرة هجومية قوية تجعلها رقماً صعباً في التصفيات
السعودية بعد مشاركتها المميزة في قطر 2022 تسعى لتكرار الظهور المشرف وتحقيق حضور أقوى في أمريكا الشمالية
في المقابل يبرز العراق وأوزبكستان كمفاجأتين محتملتين خاصة بعد التطور الكبير في مستواهما كما تسعى الأردن وقطر لتكرار إنجازاتهما القارية في التصفيات
أوروبا: الكبار لا يرحمون
أوروبا كالعادة تحظى بنصيب الأسد من المتأهلين حيث تمتلك 16 مقعدًا مباشراً ما يجعل كل تصفيات أشبه ببطولة قارية مصغرة حتى الآن نجحت منتخبات مثل فرنسا إنجلترا البرتغال وألمانيا في تأكيد هيمنتها بحسم تأهلها مبكرًا بفضل الأداء الثابت والنجوم اللامعة
فرنسا بقيادة كيليان مبابي تبدو مرشحة فوق العادة للفوز باللقب بعد خيبة قطر 2022
البرتغال تعيش واحدة من أفضل فتراتها بوجود برونو فيرنانديز بيرناردو سيلفا والنجم التاريخي كريستيانو رونالدو الذي يسعى لختام مسيرته بأفضل شكل ممكن
إنجلترا تواصل التطور تحت قيادة ساوثغيت وتبدو أكثر نضجًا من أي وقت مضى
ألمانيا بعد سنوات من التذبذب استعادت جزءًا من قوتها وتبدو جاهزة لاستعادة بريقها المونديالي
الأنظار تتجه أيضًا إلى منتخبات مثل إيطاليا التي تسعى لتجنب غيابها المؤلم عن مونديالين متتاليين إضافة إلى هولندا كرواتيا وإسبانيا التي تبقى دائمًا ضمن الكبار
إفريقيا: حلم العبور إلى الساحة العالمية
القارة السمراء تمتلك هذه المرة 9 بطاقات مباشرة وهو رقم غير مسبوق ما يمنح المنتخبات الإفريقية فرصة أكبر لتمثيل القارة بشكل أوسع منتخبات مثل المغرب السنغال مصر الجزائر ونيجيريا تعتبر الأبرز والأقرب للتأهل
المغرب بعد إنجازه التاريخي في قطر بوصوله إلى نصف النهائي أصبح مرشحًا دائمًا للتأهل بل وللمنافسة بقوة
السنغال بوجود ساديو ماني وأسماء شابة صاعدة تبدو من أكثر المنتخبات اتزانًا
مصر بقيادة محمد صلاح تبحث عن عودة قوية بعد غيابها عن النسخة الماضية
الجزائر تسعى لاستعادة أمجادها بعد خيبة الأمل السابقة بينما تحاول نيجيريا والكاميرون التأكيد على حضورهما التاريخي في المونديال
لكن المفاجآت الإفريقية دائمًا محتملة فقد نشهد تأهل منتخب غير متوقع مثل بوركينا فاسو أو غامبيا وهو ما يضفي إثارة مضاعفة على التصفيات
أمريكا الجنوبية: التنافس لا يعرف الرحمة
الحديث عن أمريكا الجنوبية يعني دائمًا البرازيل الأرجنتين وأورغواي ومع نظام التصفيات الدائم الذي يجمع كل المنتخبات في مجموعة واحدة تبقى الإثارة على أشدها عدد المقاعد ارتفع إلى 6 بطاقات مباشرة مع مقعد إضافي في الملحق ما يجعل الطريق أقل قسوة نوعًا ما
الأرجنتين بطلة العالم الأخيرة تبدو في طريق مفتوح للتأهل بقيادة ميسي الذي ربما يخوض آخر مونديال له
البرازيل لا يمكن تصور كأس العالم بدونها رغم التحديات الأخيرة في الأداء
أورغواي بقيادة داروين نونيز وفالفيردي تواصل تقديم كرة قوية مليئة بالعزيمة
كولومبيا والإكوادور كذلك تملكان حظوظًا كبيرة في الصعود
الشيء اللافت أن بعض المنتخبات الصغيرة مثل فننزويلا بدأت تقدم أداءً مميزًا قد يقودها لأول تأهل في تاريخها ما يجعل المشهد في القارة الجنوبية أكثر تنوعًا من أي وقت مضى
أمريكا الشمالية والوسطى: أصحاب الأرض في المقدمة
بما أن البطولة تُقام في ثلاث دول فإن الولايات المتحدة كندا والمكسيك تأهلت تلقائيًا بصفتها المضيفة هذه هي المرة الأولى التي تُنظم فيها كأس العالم في ثلاث دول ما يعكس مدى توسع الحدث الكروي الأضخم
الولايات المتحدة تمتلك جيلاً شابًا واعدًا بقيادة كريستيان بوليسيتش يسعى لتقديم أداء يليق بالأرض والجمهور
كندا التي تأهلت لنسخة 2022 لأول مرة منذ عقود تطمح لتأكيد أنها لم تكن مجرد صدفة
المكسيك صاحبة التاريخ الطويل في المونديالات تظل رقماً ثابتاً في القارة
أما باقي المقاعد في قارة الكونكاكاف فتشهد منافسة شرسة بين منتخبات مثل كوستاريكا بنما وهندوراس مع بروز أسماء جديدة مثل جامايكا التي تطورت بشكل لافت
أوقيانوسيا: نيوزيلندا والبحث عن التمثيل الدائم
قارة أوقيانوسيا تحصل على مقعد مباشر واحد في مونديال 2026 وهو ما يفتح الباب أمام نيوزيلندا لتكون الحاضرة الدائمة لكن منتخب جزر سليمان أو فيجي قد يصنع المفاجأة ورغم ضعف المنافسة مقارنة بالقارات الأخرى إلا أن المنتخبات الأوقيانية باتت أكثر تنظيمًا ورغبة في الظهور عالميًا
شكل البطولة الجديد: 48 منتخبًا للمرة الأولى
أهم ما يميز نسخة 2026 هو النظام الجديد الذي سيُطبق لأول مرة منذ تأسيس البطولة سيتم تقسيم المنتخبات الـ48 إلى 12 مجموعة كل مجموعة تضم 4 منتخبات ويتأهل منها الأول والثاني وأفضل 8 ثوالث إلى مرحلة الـ32
هذا التغيير سيزيد عدد المباريات من 64 إلى 104 مباراة وهو رقم ضخم يعكس توسع البطولة التجاري والجماهيري الهدف من هذا النظام هو منح مزيد من الفرص للمنتخبات الصغيرة وتجديد الإثارة في كل مرحلة
المنتخبات المتأهلة رسميًا حتى الآن
حتى لحظة كتابة هذه المقالة ضمنت بعض المنتخبات تأهلها رسميًا إلى كأس العالم 2026 وهي
- الولايات المتحدة الأمريكية (المضيفة)
- كندا (المضيفة)
- المكسيك (المضيفة)
- فرنسا
- البرتغال
- إنجلترا
- ألمانيا
- اليابان
- كوريا الجنوبية
- إيران
وسيتم تحديث القائمة لاحقًا مع اكتمال التصفيات في بقية القارات
توقعات المونديال: من يملك الحظوظ الأقوى
مع ازدياد عدد المنتخبات وتنوعها يبدو أن كأس العالم 2026 سيكون أكثر انفتاحًا من أي وقت مضى لكن رغم ذلك تبقى المنتخبات الأوروبية والجنوب أمريكية هي الأقرب للمنافسة على اللقب مع دخول بعض القوى الجديدة من آسيا وإفريقيا على الخط
من المتوقع أن تشهد البطولة مفاجآت من منتخبات مثل المغرب أو اليابان وربما نرى منتخبًا إفريقيًا أو آسيويًا يصل إلى المربع الذهبي للمرة الأولى منذ عقود
لماذا تعتبر نسخة 2026 تاريخية
كأس العالم 2026 ليست مجرد بطولة جديدة بل هي تحول جذري في تاريخ كرة القدم الزيادة في عدد المنتخبات والتوزيع الجغرافي الجديد والملاعب العملاقة في أمريكا الشمالية كلها عوامل ستجعلها نسخة فريدة من نوعها إضافة إلى ذلك ستكون البطولة منصة ضخمة لاستعراض المواهب الشابة القادمة في وقتٍ يتراجع فيه حضور بعض الأساطير الذين أمتعوا العالم في العقد الماضي
خاتمة
مع اقتراب موعد المونديال تتزايد الترقبات والترشيحات لكن المؤكد أن كأس العالم 2026 سيكون حدثًا لا يُنسى في تاريخ كرة القدم من آسيا إلى إفريقيا من أوروبا إلى الأمريكيتين الجميع يحلم بالوصول إلى تلك اللحظة التي تعزف فيها النشيد الوطني في افتتاح المونديال الأكبر في التاريخ فمن يا ترى سيكتب التاريخ هذه المرة ومن سيصعد إلى قمة المجد العالمي في أراضي القارة الجديدة