في ليلة من ليالي المجد الكروي كتب المنتخب المغربي تحت 20 سنة فصلًا جديدًا في تاريخه بعدما تمكن من الإطاحة بمنتخب فرنسا القوي بركلات الترجيح ليحجز مقعده في نهائي كأس العالم للشباب 2025 في إنجاز هو الأول من نوعه في تاريخ الكرة المغربية المباراة التي جمعت بين المغرب وفرنسا كانت قمة في الإثارة والتشويق وانتهت بنتيجة 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي قبل أن يحسمها أشبال الأطلس بركلات الترجيح بنتيجة 5-4 وسط فرحة جماهيرية غير مسبوقة
البداية الحذرة بين قوتين كبيرتين
منذ صافرة البداية بدا واضحًا أن المباراة لن تكون سهلة على أي من الطرفين المنتخب الفرنسي اعتمد على أسلوب الضغط العالي والتمريرات السريعة في محاولة لفرض سيطرته بينما دخل المنتخب المغربي بثقة وحذر معتمدًا على الدفاع المنظم والهجمات المرتدة السريعة ومع مرور الدقائق بدأ المغرب يستحوذ على الكرة تدريجيًا ويهدد مرمى فرنسا في أكثر من مناسبة مستغلًا سرعة أجنحته ومهارة لاعبيه في الاختراق من الأطراف
وفي الدقيقة 34 نجح المغرب في تسجيل الهدف الأول بعد هجمة منظمة بدأت من خط الوسط حيث مرر أحد اللاعبين كرة عرضية مثالية داخل منطقة الجزاء ليودعها المهاجم المغربي في الشباك الفرنسية وسط فرحة عارمة من الجماهير المغربية في المدرجات
رد فرنسي قوي وعودة في النتيجة
لم يتأخر الرد الفرنسي كثيرًا فبعد عشر دقائق من بداية الشوط الثاني تمكن أحد لاعبي فرنسا من تعديل النتيجة بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء سكنت الزاوية اليمنى للحارس المغربي بعد هذا الهدف ارتفعت وتيرة المباراة وأصبحت أكثر إثارة حيث تبادل الفريقان الهجمات في محاولة لخطف هدف الفوز لكن الحراس كانوا في الموعد خاصة الحارس المغربي الذي تألق في أكثر من مناسبة وأنقذ مرماه من فرص خطيرة
الوقت الإضافي والحذر الشديد
مع نهاية الوقت الأصلي بالتعادل 1-1 اتجه الفريقان إلى الأشواط الإضافية التي شهدت ضغطًا متبادلًا ومحاولات خجولة من الطرفين دون تسجيل أهداف المدرب المغربي أجرى تغييرات ذكية حافظ بها على التوازن بين الدفاع والهجوم بينما ظهرت علامات الإرهاق على لاعبي المنتخب الفرنسي الذين واجهوا صعوبة في مجاراة الإيقاع المغربي السريع
ركلات الترجيح تبتسم للمغرب
حين وصلت المباراة إلى ركلات الترجيح ارتفعت دقات القلوب وكان التوتر سيد الموقف لكن اللاعبين المغاربة أظهروا ثقة كبيرة وشجاعة لافتة فسجلوا كل ركلاتهم بنجاح بينما تصدى الحارس المغربي لركلة حاسمة من الجانب الفرنسي ليمنح بلاده تأهلًا تاريخيًا إلى نهائي كأس العالم تحت 20 سنة الفرحة انفجرت في الملعب وفي شوارع المغرب حيث خرج الآلاف للاحتفال بهذا الإنجاز غير المسبوق
إنجاز يتجاوز حدود الرياضة
تأهل المغرب إلى النهائي لم يكن مجرد فوز في مباراة كرة قدم بل هو ثمرة سنوات من العمل والتخطيط في البنية التحتية الرياضية فقد ساهمت أكاديمية محمد السادس لكرة القدم في تكوين جيل موهوب يمتلك مهارات عالية وانضباطًا تكتيكيًا نادرًا في الفئات السنية الصغيرة كما أثبت هذا الجيل أن الكرة المغربية قادرة على منافسة أقوى المنتخبات الأوروبية بأسلوب حديث يعتمد على القوة البدنية السرعة والروح الجماعية
إشادة عالمية بالأداء المغربي
وسائل الإعلام العالمية لم تتأخر في الإشادة بما حققه المنتخب المغربي حيث وصفت صحف فرنسية وإنجليزية الأداء المغربي بأنه نموذج للروح القتالية والانضباط التكتيكي محللون دوليون أكدوا أن ما فعله المغرب في هذه البطولة يُظهر مستقبلًا مشرقًا لكرة القدم الإفريقية والعربية حتى الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا نشر تغريدة رسمية عبر حسابه يشيد فيها بتأهل المغرب معتبرًا أن الأسود الصغار كتبوا صفحة جديدة من التاريخ
المدرب المغربي
المدرب المغربي قاد المنتخب بذكاء كبير فاختار أسلوب اللعب المناسب لكل مباراة وركز على الجانب النفسي للاعبين قبل الجانب التكتيكي تصريحاته بعد المباراة كانت مؤثرة حيث قال هؤلاء الشباب هم فخر المغرب لقد قاتلوا بشرف وحققوا ما اعتبره الجميع مستحيلًا ورغم الفرحة أكد أن التركيز الآن على النهائي وأن الفريق سيقاتل من أجل رفع الكأس وتحقيق اللقب العالمي
الجماهير المغربية تعيش الحلم
من الدار البيضاء إلى مراكش ومن الرباط إلى طنجة خرجت الجماهير المغربية للاحتفال بهذا الإنجاز ورفعت الأعلام ورددت الأغاني الوطنية الشوارع امتلأت بالسيارات والأعلام الحمراء بينما عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بصور اللاعبين ورسائل الفخر والانبهار بالأداء البطولي الذي قدمه المنتخب
ماذا بعد
الآن بات المغرب على بعد خطوة واحدة من تحقيق الحلم الكبير حيث سيواجه في النهائي منتخبًا من العيار الثقيل لكن الروح المعنوية العالية والإصرار الكبير الذي يميز لاعبي المغرب يجعل الجماهير مؤمنة بأن كل شيء ممكن وإذا ما استمر هذا المستوى الرائع فإننا قد نشهد تتويج المغرب بأول لقب عالمي في تاريخه على مستوى الفئات السنية
تأثير الفوز على مستقبل الكرة المغربية
هذا الإنجاز سيكون له تأثير طويل المدى على كرة القدم المغربية إذ سيحفز الأكاديميات المحلية والمواهب الشابة للمثابرة أكثر كما أنه سيساهم في رفع تصنيف الكرة المغربية عالميًا ويجعل الأندية الأوروبية تتابع عن قرب أسماء اللاعبين الشباب الذين برزوا في البطولة من الواضح أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو بناء مشروع كروي متكامل قادر على المنافسة العالمية لسنوات قادمة
خلاصة
ما حققه المنتخب المغربي تحت 20 سنة ليس مجرد تأهل رياضي بل هو رسالة أمل إلى كل شاب مغربي بأن الإصرار والعمل الجاد يمكن أن يصنع المعجزات لقد أثبت هؤلاء اللاعبون أن كرة القدم ليست فقط لعبة بل شغف وهوية وحلم يمكن تحقيقه مهما كانت الصعوبات المغرب الآن لا يحلم فقط بالنهائي بل يطمح للفوز بالكأس لأن هذا الجيل أظهر أن المستحيل ليس مغربيًا