رغم غياب كين.. إنجلترا تسحق ويلز بثلاثية نظيفة وتؤكد جاهزيتها للبطولات القادمة

لم تكن ليلة لندن عادية ولم تكن مواجهة إنجلترا وويلز مجرد مباراة ودية أو نزال بين جارين في الجغرافيا والتاريخ كانت أشبه برسالة قوة من منتخب الأسود الثلاثة الذي أثبت أنه قادر على الانتصار حتى في غياب نجمه الأبرز هاري كين بعدما حقق فوزًا مقنعًا بثلاثية نظيفة أمام منتخب ويلز في لقاء أظهر الكثير من المؤشرات حول جاهزية كتيبة ساوثغيت للمواعيد الكبرى المقبلة

غياب كين الحاضر الغائب

منذ لحظة إعلان التشكيلة الرسمية كانت الأنظار تتجه إلى الاسم الغائب كين المهاجم القائد الذي يمثل القلب النابض للمنتخب الإنجليزي وهدافه التاريخي كان خارج القائمة لأسباب فنية وبدنية ليترك خلفه فراغًا كبيرًا على الورق لكن ما حدث على أرض الملعب كان مختلفًا تمامًا

منتخب إنجلترا لم يظهر متأثرًا بل بدا أكثر تحررًا في الحركة والتمرير اللاعبون تحركوا بخفة والخط الأمامي بقيادة فيل فودين وبوكايو ساكا أظهر حيوية وسرعة أربكت الدفاع الويلزي وكأن غياب كين منح الفريق فرصة لتجربة نمط جديد من اللعب يعتمد على السرعة والتمرير القصير بدلاً من الكرات الطويلة الموجهة نحو رأس الحربة التقليدي

بداية قوية وهدف مبكر

منذ صافرة البداية ضغطت إنجلترا على دفاع ويلز بطريقة منظمة فودين كان نجم الشوط الأول بامتياز ينساب بين الخطوط بخفة ويصنع المساحات لزملائه وفي الدقيقة الـ17 جاء الهدف الأول بعد تمريرة سحرية من بيلينغهام وضربة قوية من فودين استقرت في شباك الحارس داني وارد

ذلك الهدف لم يكن مجرد افتتاح للنتيجة بل إعلان عن نية صريحة لا تراجع ولا مجاملة في ديربي بريطانيا فمنتخب إنجلترا بدا مصممًا على تقديم عرض يليق بجماهيره وبالاسم الذي يحمله

سيطرة إنجليزية خالصة

مع مرور الدقائق تحولت المباراة إلى عرض إنجليزي من طرف واحد بيلينغهام لاعب ريال مدريد الشاب سيطر على وسط الميدان بثقة مذهلة ووزع الكرات يمينًا ويسارًا بدقة متناهية بينما تولى ديكلان رايس مهمة قطع الكرات وتأمين التوازن الدفاعي

ويلز من جهتها حاولت الرد عبر الهجمات المرتدة لكن دون جدوى كل محاولة كانت تصطدم بتنظيم دفاعي محكم من ستونز وماجواير الذين أظهروا انسجامًا واضحًا رغم الانتقادات التي تطالهم في الدوري الإنجليزي

الهدف الثاني من صناعة بيلينغهام وتنفيذ ساكا

في الدقيقة الـ41 جاء الهدف الثاني بعد جملة فنية رائعة بدأت من الخلف تمريرات قصيرة متقنة انتهت بعرضية من فودين نحو بوكايو ساكا الذي لم يتردد في تسديد الكرة داخل الشباك بتقنية عالية ليضاعف النتيجة ويشعل المدرجات الإنجليزية

تلك اللقطة كانت مثالًا على كرة القدم الحديثة التي يعتمدها ساوثغيت ضغط عالٍ سرعة في التمرير واستغلال للمساحات ساكا وفودين شكلا ثنائيًا خطيرًا على الأطراف في وقت بدا فيه الدفاع الويلزي عاجزًا عن مجاراتهما

شوط ثانٍ للتأكيد لا للتراجع

دخلت إنجلترا الشوط الثاني بثقة عالية ومع الدقيقة 60 جاء الهدف الثالث عبر البديل كول بالمر الذي استغل تمريرة فودين المتقنة وسددها بقوة في الشباك لحظة أكدت عمق التشكيلة الإنجليزية وأن غياب كين لم يعد كابوسًا كما كان يُظن

بعد الهدف الثالث بدأ ساوثغيت في تدوير التشكيلة فأدخل ماديسون وواتكينز لإعطاء مزيد من الحيوية في الوسط والهجوم ورغم التغييرات ظلت إنجلترا محافظة على نسقها الهجومي وتمركزها العالي دون أن تترك لويلز أي فرصة للعودة في النتيجة

بيلينغهام القائد الصامت

إذا كان كين هو القائد الرسمي فإن بيلينغهام هذه الليلة كان القائد الفعلي في الأداء لم يتوقف عن الجري لم يفقد الكرة بسهولة وكان الرابط بين الدفاع والهجوم الجماهير في المدرجات لم تتوقف عن التصفيق له والكل شعر أن المستقبل بين أقدامه

أداء ويلز حضور خافت ومحاولات خجولة

أما منتخب ويلز فبدا وكأنه يفتقد الحماس والهوية رغم محاولات القائد رامزي ورفاقه إلا أن الفريق لم يصنع أي فرص حقيقية تُذكر دفاعه كان هشًا ووسطه عاجزًا عن مجاراة الضغط الإنجليزي بدا واضحًا أن الفوارق الفنية والبدنية بين المنتخبين كبيرة

ساوثغيت يرد على المشككين

قبل المباراة تعرض المدرب غاريث ساوثغيت لانتقادات كثيرة بسبب تحفظه التكتيكي واعتماده الزائد على بعض الأسماء لكن هذا الفوز كان بمثابة رد عملي أدار اللقاء بثقة واختياراته أثبتت أنها ناجحة خاصة في توظيف فودين في مركز حر بين الجناح والوسط ما جعل تحركاته تربك دفاع الخصم باستمرار

ديربي بريطانيا تاريخ لا يموت

مواجهات إنجلترا وويلز دائمًا ما تحمل نكهة خاصة ليست فقط مباراة بين منتخبين بل صراع بين تاريخين بين جمهورين يتشاركان الجغرافيا ويختلفان في الطموح الليلة أعادت إنجلترا كتابة السطور بأسلوبها الجديد وأكدت أن التفوق التاريخي ما زال مستمرًا

تأثير الفوز على استعدادات إنجلترا القادمة

هذا الفوز بثلاثية دون كين يمنح ساوثغيت راحة نفسية كبيرة قبل الاستحقاقات المقبلة الفريق بات يملك حلولًا متعددة هجوميًا ويبدو أن الاعتماد على كين لم يعد شرطًا لتحقيق الفوز ربما سيُعيد المدرب التفكير في أسلوب اللعب وربما نرى مستقبلًا تشكيلًا يعتمد على السرعة والمرونة بدل الكرات الطويلة التقليدية

الجمهور الإنجليزي بين الفخر والدهشة

الجماهير في المدرجات عاشت أمسية مثالية الهتافات لم تتوقف منذ البداية وحتى صافرة النهاية البعض عبّر عن فخره بأن المنتخب بدأ يتجاوز مرحلة الاعتماد على الأسماء الكبيرة بينما آخرون طالبوا بالاستمرار في هذا الأسلوب الهجومي الممتع الذي أعاد البهجة إلى كرة إنجلترا

رسائل بين السطور

الفوز بثلاثية نظيفة ليس مجرد رقم بل يحمل عدة رسائل

  1. للمنتخبات المنافسة إنجلترا جاهزة حتى بدون قائدها
  2. للاعبين الشباب الثقة مفتوحة لمن يثبت نفسه
  3. للنقاد ساوثغيت ليس محافظًا كما يُشاع بل يعرف متى يهاجم ومتى يغامر

مستقبل المنتخب الإنجليزي

إنجلترا اليوم تملك جيلاً يمكنه مقارعة الكبار من فودين وساكا إلى بيلينغهام ورايس يبدو أن هناك نواة حقيقية لفريق قادر على التتويج بالألقاب وإذا استمر الأداء بهذا المستوى فربما يكون القادم مشرقًا أكثر مما يتوقعه البعض

الاسالة شائعة

من سجل أهداف إنجلترا في المباراة ضد ويلز؟

سجل الأهداف كل من فيل فودين بوكايو ساكا وكول بالمر

هل شارك هاري كين في المباراة؟

لا غاب كين عن اللقاء بسبب قرار فني من المدرب غاريث ساوثغيت

كيف كان أداء منتخب ويلز؟

ظهر المنتخب الويلزي باهتًا وعاجزًا عن مجاراة نسق اللعب الإنجليزي واكتفى ببعض المحاولات الضعيفة دون خطورة حقيقية

ما أبرز ما ميز أداء إنجلترا؟

المرونة التكتيكية الضغط العالي وتنوع الحلول الهجومية رغم غياب المهاجم الأساسي

هل هذا الفوز يؤثر على مكانة كين في المنتخب؟

لا كين يبقى القائد والهداف التاريخي لكن الفوز أظهر أن إنجلترا تملك بدائل قوية قادرة على ملء الفراغ عند الحاجة