في ليلةٍ كروية لا تخلو من التوتر والدهشة نجح المنتخب العراقي في تحقيق فوزٍ صعب ومثير على نظيره الإندونيسي ليحافظ على صدارة مجموعته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 المباراة لم تكن مجرد مواجهةٍ عادية بل كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة أسود الرافدين على التعامل مع الضغوط والتعامل مع فريقٍ مقاتل كإندونيسيا التي أظهرت شراسة غير متوقعة
المنتخب العراقي دخل اللقاء وهو يعلم تمامًا أن أي تعثرٍ أمام إندونيسيا سيعقّد حساباته في المجموعة خصوصًا مع اقتراب المواجهة المرتقبة أمام المنتخب السعودي لذلك كان الهدف واضحًا منذ الدقيقة الأولى الفوز ثم الفوز ثم الفوز مهما كانت الظروف
بداية مشتعلة.. وإندونيسيا تفرض أسلوبها
منذ انطلاق صافرة البداية ظهر المنتخب الإندونيسي أكثر جرأة مما توقعه الجميع اعتمد أصحاب الأرض على الضغط العالي والتمريرات السريعة لإرباك الدفاع العراقي في محاولة لخطف هدفٍ مبكر قد يقلب الموازين
لكن رغم هذه الجرأة ظلّ المنتخب العراقي متماسكًا يعتمد على خبرة لاعبيه في امتصاص الحماس الإندونيسي ثم ضربهم بالمرتدات أكثر ما ميّز العراق في هذه المباراة هو الانضباط التكتيكي لم يتأثر اللاعبون بضغط الجمهور ولا بأسلوب اللعب السريع للمنافس بل حافظوا على هدوئهم وهو ما جعل الفارق يظهر مع مرور الوقت
زيدان إقبال.. رجل اللحظة
حين احتاج العراق إلى نجمٍ يترجم السيطرة إلى فوز ظهر زيدان إقبال في الصورة في الشوط الثاني استغل تمريرةً دقيقة من أمجد عطوان ليسجل هدفًا عالميًا أعاد الثقة للجماهير وفتح الطريق أمام ثلاث نقاط غالية
هدف زيدان لم يكن فقط هدف الفوز بل كان أيضًا إعلانًا عن ولادة قائدٍ جديد في تشكيلة أسود الرافدين اللاعب الشاب الذي ينشط في أوروبا أظهر شخصيةً كبيرة داخل الملعب وثقة لا تتناسب مع عمره وهو ما جعله محط إشادة الجماهير ووسائل الإعلام العراقية والعربية
الدفاع العراقي.. جدار صلب أمام كل هجمات إندونيسيا
بعد الهدف تحولت المباراة إلى معركة بدنية وتكتيكية حقيقية إندونيسيا ألقت بكل أوراقها الهجومية في الدقائق الأخيرة لكنها اصطدمت بدفاعٍ عراقي صلب بقيادة علي فائز وضرغام إسماعيل الذين قدّما أداءً بطوليًا في قطع الكرات وإغلاق المساحات
الحارس جلال حسن بدوره كان حاضرًا في أكثر من لقطة خطيرة أبرزها تصديه لانفرادٍ في الدقيقة 85 أنقذ به الفوز من الضياع هنا يمكن القول إن الدفاع العراقي كان هو البطل الخفي لهذه المباراة إذ لعب برجولة وتنظيم مانعًا أي فرصةٍ للمنافس في التسجيل
دكة البدلاء.. مفاجآت كاتانيتش الجديدة
المدرب العراقي أدخل تغييراتٍ ذكية في الشوط الثاني أعطت للفريق توازنًا إضافيًا وحررت الهجوم من الرقابة دخول إبراهيم بايش وسجاد جاسم منح الفريق مرونة هجومية أكبر فيما كان إشراك المهاجم البديل خطوة حاسمة في سحب المدافعين الإندونيسيين للخلف
كثير من المتابعين رأوا أن هذه التبديلات كانت السبب في قلب الموازين لأنها منحت العراق طاقة جديدة في وقتٍ كان فيه المنافس ينهار بدنيًا
الجماهير العراقية.. قلبٌ نابض خلف الشاشات
رغم أن المباراة أُقيمت خارج العراق إلا أن أصوات الجماهير العراقية كانت حاضرة بكل مكان على مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت الصفحات بالهتافات والدعوات والمقاطع التي توثق لحظات الهدف والفرحة حتى المقاهي في بغداد والبصرة وكربلاء تحولت إلى ساحاتٍ صغيرة من الاحتفالات وكأن المباراة كانت تُلعب على أرض الوطن
هذا الدعم الجماهيري الهائل شكّل دفعة معنوية قوية للاعبين وهو ما عبّر عنه أكثر من نجم بعد اللقاء مؤكدين أن صوت الجماهير هو السبب الأول وراء الفوز
موقعة السعودية.. الامتحان الأصعب
بعد تجاوز عقبة إندونيسيا تلوح في الأفق مواجهة أكثر سخونة أمام المنتخب السعودي العراق يدرك تمامًا أن هذه المباراة ستكون مفتاح التأهل المبكر وربما تحديد هوية المتصدر المواجهة القادمة ليست مجرد ثلاث نقاط بل صراع كروي بين عملاقين عربيين يملكان تاريخًا حافلًا في المنافسات القارية
من المتوقع أن يدخل المنتخب العراقي المباراة بنفس الروح التي خاض بها لقاء إندونيسيا ولكن مع تركيزٍ أكبر على الفعالية الهجومية السعودية تمتلك خط دفاع قوي ولاعبين مميزين في الهجوم ما يجعل المدرب العراقي أمام تحدٍّ حقيقي لإيجاد التوازن المثالي بين الدفاع والهجوم
مفاتيح اللعب في المعركة القادمة
من أبرز نقاط القوة التي سيعتمد عليها العراق أمام السعودية
- زيدان إقبال اللاعب الذي أصبح القلب النابض للفريق
- إبراهيم بايش السلاح السري في الأطراف بفضل سرعته ومهارته
- الدفاع المتماسك الذي صمد أمام إندونيسيا ومن المتوقع أن يكون أكثر صلابة
أما نقاط الضعف التي يجب تفاديها فتتمثل في التسرع في إنهاء الهجمات وعدم استغلال الكرات الثابتة بالشكل الكافي وهي أمور قد تكون حاسمة أمام منتخبٍ منظم كالسعودية
بين الحذر والطموح.. ماذا يحتاج العراق للفوز؟
إذا أراد المنتخب العراقي الفوز على السعودية فعليه أولًا أن يتخلى عن الحذر الزائد المباريات الكبيرة تُحسم بالشجاعة وليس فقط بالتحفظ الدفاعي لكن في الوقت نفسه يجب أن يكون الانضباط حاضرًا لأن أي خطأ قد يكلف غاليًا أمام خصمٍ يملك مهاجمين من طرازٍ رفيع
العراق يمتلك كل المقومات لتحقيق نتيجة إيجابية روح قتالية دعم جماهيري ضخم ولاعبون شباب متعطشون للنجاح الكرة الآن في ملعبهم حرفيًا ومعنويًا
التصفيات تشتعل.. والجماهير تترقب
فوز العراق على إندونيسيا لم يكن مجرد ثلاث نقاط بل رسالة واضحة إلى الجميع بأن هذا المنتخب عائد بقوة الآن كل الأضواء مسلطة على المواجهة القادمة أمام السعودية التي قد تحدد مصير المجموعة بأكملها
المنتخب العراقي يمتلك 10 نقاط بعد هذا الفوز فيما تقترب السعودية منه بنفس الرصيد تقريبًا ما يجعل المباراة القادمة بمثابة نهائي مبكر الفريق الذي سيفوز سيكون على أعتاب التأهل المباشر إلى المرحلة النهائية من التصفيات
تصريحات ما بعد المباراة
بعد صافرة النهاية عبّر اللاعب زيدان إقبال عن سعادته بالهدف وقال إنه يهديه إلى الشعب العراقي الذي لا يتوقف عن الدعم أما المدرب فأكد في المؤتمر الصحفي أن الفريق بدأ يستعيد شخصيته القوية وأن القادم سيكون أفضل مشيرًا إلى أنه سيستعد لمباراة السعودية بعقلية مختلفة
على الجانب الآخر أبدى مدرب إندونيسيا رضاه عن الأداء رغم الخسارة مؤكدًا أن فريقه قدّم مباراةً كبيرة وكان قريبًا من التعادل
كلمة أخيرة العراق على الطريق الصحيح
ربما لم تكن المباراة مثالية من كل الجوانب لكنها كانت انتصارًا للروح والإصرار العراق أثبت أنه يملك فريقًا قادرًا على الصمود في الظروف الصعبة وأن الطريق إلى كأس العالم ليس مستحيلًا كما كان يعتقد البعض
الآن كل ما يحتاجه المنتخب هو أن يحافظ على هذا الزخم ويؤمن بقدرته على تجاوز الكبار فالعراق حين يلعب بروح البطل يصبح خصمًا لا يمكن لأي فريقٍ في آسيا أن يستهين به
الاسالة شائعة
س من سجل هدف العراق أمام إندونيسيا
ج زيدان إقبال هو من سجل الهدف الوحيد في المباراة بعد تمريرة مميزة من أمجد عطوان
س متى سيواجه العراق منتخب السعودية
ج المواجهة القادمة مقررة الأسبوع المقبل ضمن الجولة الخامسة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026
س ما أهمية الفوز على إندونيسيا
ج هذا الفوز منح العراق ثلاث نقاط ثمينة وضعته في صدارة المجموعة وأبقى على حظوظه قوية في التأهل المباشر
س هل يمكن للعراق التأهل مبكرًا
ج في حال الفوز على السعودية سيكون العراق قريبًا جدًا من حسم التأهل للمرحلة النهائية رسميًا